بسم الله الرحمن الرحيم
دعت ( أم محمد ) صديقاتها إلى عشاء في بيتها، وبادرت إلى ورقة وقلم وصارت تسجل عليها ما تحتاجه لإعداد وليمتها.
بعد ساعة من ذلك وصل ( أبو محمد ) إلى البيت ، وهمت بمناولته القائمة الطويلة التي تحتاج أن يشتري لها ما تضمنته من أطعمة ومواد لصنع الحلويات وغيرها.
لكنها ما إن أبصرت ملامح التعب بادية على وجهه حتى صارت تخاطب نفسها بصوت خفيف: لقد أمضى ( المسيكين ) نهاره في عمله، يبدو أنه واجه تعباً شديداً.. هذا واضح في وجهه المتعب، نؤجل مناولته قائمة طلباتي حتى يتغدى ويرتاح .. أو سوف أعتذر لصديقاتي إلى وقت آخر!.
ضعي نفسك أختي الزوجة المباركة مكان ( أم محمد ) لهذا التعاطف الجميل واستحضري تعبه، وعيشي قلقه وقدري انشغاله، واحملي همه .. قبل أن تطلبي منه طلباً، أو توجهي إليه نقداً، أو تلقي عليه لوماً.. لكن السر في جعبة ( أم محمد ) هل تعتذر من صديقاتها لدعوتهن إلى العشاء في بيتها ..! أم تتصرف بأي طريقة أخرى لعدم الوقوع في الحرج تجاه دعوتها لصديقاتها ..!.
سمع ( أبو محمد ) تمتمة زوجته وقال في نفسه: حري بكِ ( زوجتي الغالية ) بأن أفعل ما يسعدك .. نهض ( أبو محمد ) من فراشه وأخذ ورقة الطلبات من يد زوجته مسرعاً إلى السوق .. وجاء بالطلبات جميعها .. دخل على زوجته وهو مبتسماً وقال: ( أم محمد ) تعبك راحة يا الغالية!.
أيتها الزوجة المباركة: ما أجمل ((( الحب ))) و ((( التفاهم ))) و ((( الوفاق ))) إذا استشعرتي عظيم الأثر في إحداث المحبة لزوجك، وفي إبعاد كثير من أسباب الخلاف التي تشب بين الحين والأخرى وينتهي بعضها إلى الطلاق وأكثرها إلى الشجار والشقاق.
أيها الزوج الفاضل: ضع نفسك مكان زوجتك واستحضر ما تبذله في رعاية أبنائها ورعايتك، وقدر ما جعله الله سبحانه وتعالى فيها من عاطفة جياشة، لا تكثر من لومها على كل إهمال تقع فيه، ولا على كل تقصير يبدر منها، ولا على كل قسوة تصدر عنها.
ليقدر كل منا صاحبه ويعذره إذا كان في حال لا تعينه على الاستجابه لطلبه، وليزد على إعذاره بعبارة ( مواساة وتعاطف ).
أسأل الله بمنه وكرمه أن يثبتنا على الحق .. وأن ينزل في قلوبنا السكون والطمأنينة.